ما يفوق العدد التراكمي للمصابين خلال 5 سنوات

مسؤول طبي بغزة لـ"جسور بوست": إصابة أكثر من 116 ألف شخص بأمراض مُعدية خلال أسبوعين

مسؤول طبي بغزة لـ"جسور بوست": إصابة أكثر من 116 ألف شخص بأمراض مُعدية خلال أسبوعين

كشف تقرير حكومي، عن إصابة أكثر من 116 ألف شخص بأمراض مُعدية خلال أسبوعين في قطاع غزة، جراء تدهور قطاع الخدمات الطبية والصحية وعدم صلاحية المياه للشرب أو النظافة الشخصية. 

جاء ذلك وفق تقرير وزارة الصحة الفلسطينية -اطلعت عليه "جسور بوست"- بشأن رصد الأمراض المُعدية التي انتشرت في قطاع غزة خلال الأسبوعين الأخيرين.

وأوضح التقرير إصابة 116 ألفا و555 شخصا في قطاع غزة، بعدة أمراض مُعدية أبرزها طفح جلدي غير مُشخص، والجرب (مرض جلدي معد)، والتهابات الشعب الهوائية والسحايا، والتسمم الغذائي وغيرها.

وأكد التقرير إصابة 54 ألفا و866 بالتهاب الشعب الهوائية، و12 ألفا و635 بطفح جلدي لم يتوصل الأطباء إلى تشخيصها، و33 ألفا و551 بالإسهال، و4 آلاف و817 بالجرب، و4 آلاف و127 بحشرات قمل الرأس.

كما أوضح أن 1163 أصيبوا بالتهاب جلدي بكتيري، و1005 مصابين بالجدري المائي، و1015 بالتسمم الغذائي، إضافة إلى إصابة 3 آلاف و376 شخصا بأمراض التهاب السحايا والصفار والحصبة والتهاب الكبد الوبائي "A"، وأمراض أخرى.

الأوضاع الصحية

بدوره قال نائب مدير عام الرعاية الأولية للصحة العامة الفلسطينية، الدكتور رامي العبادلة، إن الأوضاع الصحية في قطاع غزة باتت شديدة السوء، جراء تحمل المستشفيات أكثر من 3 أضعاف قدرتها الاستيعابية للجرحى والمصابين.

وأوضح العبادلة في تصريح لـ"جسور بوست" أن أصحاب الأمراض المزمنة مثل القلب والفشل الكلوي والأمراض الرئوية والمناعية وغيرها لم يعد لهم مكان داخل المستشفيات، وزاد الوضع تعقيدا النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية والعلاجية.

وأضاف: "المستشفيات استهلكت مستلزمات طبية خلال الشهر الماضي أثناء قصف القطاع، ما يفوق استهلاك أكثر من عام ونصف العام بسبب الأعداد الكبيرة للجرحى والمصابين، إضافة إلى عجز شديد في أعداد العاملين في القطاع الصحي يصل إلى 250 بالمئة بسبب تضاعف عدد ساعات العمل في المستشفيات وعدم قدرة العاملين على الوصول إليها وتأدية عملهم".

ومضى العبادلة قائلا: "بعض العاملين في القطاع الصحي كانوا يفاجؤون بوصول ذويهم إلى المستشفيات التي يعملون بها كضحايا أو مصابين بعد قصف منازلهم، وهي أوضاع غير إنسانية يشعرون معها بالصدمة والخوف وعدم الأمان".

وأكد أن قطاع غزة يعاني تفشي الأوبئة والأمراض المعدية، حيث تم تسجيل أكثر من 116 ألف حالة خلال أسبوعين فقط، وهذا العدد يفوق ما تم تسجيله خلال 5 سنوات بشكل تراكمي، إذ لم يتجاوز عدد المصابين بالأمراض المعدية خلال العام الواحد سوى 20 ألف حالة.

الدكتور رامي العبادلة

الأمراض المعدية    

وعزا العبادلة أسباب تفشي الأوبئة والأمراض المعدية في قطاع غزة إلى تلوث المياه وعدم صلاحيتها للشرب أو النظافة الشخصية، جراء توقف محطات تحلية ومعالجة المياه منذ بدء القصف الإسرائيلي قبل شهر.

وأضاف: "انتشار الأمراض الجلدية يظهر بوضوح في مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء، بسبب كثافة أعداد المقيمين، حيث يعيش في المركز أو المخيم الواحد بين 3 آلاف و5 آلاف شخص، إذ تقل المساحة الممنوحة للشخص الواحد عن مترين تقريبا".

وحذر العبادلة من ظهور بعض الأمراض البكتيرية، قائلا: "هناك مخاوف من انتشار الكوليرا لأنها شديدة العدوى، خاصة في ظل انعدام النظافة الشخصية وعدم توفر المياه الصحية للشرب".

كما أوضح أن المستودعات الطبية التابعة لوزارة الصحة باتت خاوية، وتم شراء جميع المستلزمات الطبية والجراحية من السوق المحلية، لكنها لم تصمد نظرا لتزايد أعداد المصابين وعدم السماح بدخول مساعدات إغاثية وعلاجية.

واختتم حديثه بعبارة: "أطفال غزة معرضون للخطر بشكل كبير، فمن لم يمت بالقصف المدمر أو تحت أنقاض المنازل، سيموت جوعا أو عطشا أو مرضا، إضافة إلى عدم وجود مستشفيات خاصة بالأطفال لأن جميعها تحول إلى مستشفيات جراحية".

وتجاوز قطاع غزة شهر كامل في مأساة إنسانية وصحية غير مسبوقة، جراء تواصل القصف الإسرائيلي على البنايات والمنشآت المدنية ومقتل وإصابة عشرات الآلاف، حيث يشهد القطاع الصحي حالة انهيار كامل.

وفي فجر 7 أكتوبر، أطلقت حركة حماس عملية مباغتة ضد إسرائيل بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على مناطق إسرائيلية عدة، وتنفيذ عمليات تسلل في محيط قطاع غزة، في ما اعتبرته السلطات الإسرائيلية حربا ضد دولتها تستدعي الرد بغارات جوية على القطاع.

ورد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي موسع على قطاع غزة تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية والمباني المدنية والحكومية، فيما سقط آلاف القتلى والجرحى خلال المواجهات وأثناء العمليات العسكرية بين الجانبين.
 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية